فلا تدل القضية إلا على ثبوت هذا الحكم لهذا العنوان وكونه دخيلا فيه وأما انتفائه عن غيره فلا اشعار فيها فضلا عن الدلالة، بل لو دل على المفهوم لكان الوصف الذاتي أولى بالدلالة نظرا إلى أن المبدأ فيه مقوم للذات وبانتفائه تنتفي الذات جزما، وهذا بخلاف الوصف غير الذاتي فان المبدأ فيه حيث إنه جعلي غير مقوم للذات فلا محالة لا تنتفي الذات بانتفائه. فالنتيجة انه لا فرق بين اللقب وغير المعتمد من الوصف، فان ملاك عدم الدلالة فيهما واحد.
الثاني: ان الوصف تارة يكون مساويا لموصوفه كقولنا (أكرم انسانا ضاحكا) وما شاكله، وأخرى يكون أعم منه مطلقا كقولنا (أكرم انسانا ماشيا) وثالثة يكون أخص منه كذلك كقولنا (أضف انسانا عالما) ورابعة يكون أعم منه من وجه كقوله (ع) (في الغنم الصصائمة زكاة): اما الأول والثاني فلا اشكال في خروجهما عن محل النزاع والوجه فيه ظاهر وهو ان الوصف في هاتين الصورتين لا يوجب تضييقا في ناحية الموصوف حتى يكون له دلالة على المفهوم، حيث إن معنى دلالة الوصف على المفهوم هو انتفاء الحكم عن الموصوف الذكور في القضية بانتفائه وهذا فيما لا يوجب انتفائه انتفاء الموصوف، والمفروض ان في هاتين الصورتين يكون انتفائه موجبا لانتفاء الموصوف فلا موضوع لدلالته على المفهوم وأما الثالث فلا اشكال في دخوله في محل الكلام، فان ما ذكرناه من الملاك لدلالته على المفهوم موجود فيه. واما الرابع فهو أيضا داخل في محل الكلام حيث إنه يفيد تضييق دائرة الموصوف من جهة فيقيد الغنم في المثال المتقدم بخصوص الصائمة، فعلى القول بدلالة الوصف على المفهوم يدل على انتفاء وجوب الزكاة عن الموضوع المذكور في القضية بانتفائه، فلا زكاة في الغنم المعلوفة. نعم لا يدل على انتفائه عن غير هذا الموضوع