لمعناه من غير زيادة، ولا نقصان، ولا نقل إلى غير موضعه، وذلك مثل قوله تعالى:
" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله لا بالحق " (1) إلى ما شاكل ذلك من الحقائق.
وأما المجاز: فهو ما أفيد به ما لم يوضع له في اللغة، ومن حقه أن يكون لفظه لا ينتظم معناه، اما بزيادة، أو نقصان (2) *، أو بوضعه في غير موضعه.
والمجاز الذي دخلته الزيادة نحو قوله تعالى: " ليس كمثله شئ " (3) لان معناه ليس مثله شئ، فالكاف زائدة.
والمجاز بالنقصان، نحو قوله تعالى: " وسئل القرية " (4) " واسئل العير " (5)، لان معناه واسئل أهل القرية، وأهل العير، فحذف ذلك اختصارا ومجازا، ونحو قوله تعالى: " إلى ربها ناظرة " (6) * على تأويل من قال إلى ثواب ربها ناظرة. و " جاء ربك " (7) لان معناه، وجاء أمر ربك، وما أشبه ذلك.
والمجاز الثالث، نحو قوله تعالى: " وأضلهم السامري " (8) فنسبة إليه من حيث دعاهم، وان كانوا هم ضلوا في الحقيقة، لا انه فعل فيهم الضلال.
ويجب حمل الحقيقة على ظاهرها، ولا يتوقع في ذلك دليل يدل على ذلك.
والمجاز لا يجوز حمله عليه، الا ان يدل دليل على كونه مجازا.