بن المرزبان البقال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فذكره بنحوه والله أعلم، وقد رواه أبو القاسم الطبراني عن عبدان بن أحمد عن عيسى بن يونس الرملي عن أيوب بن سويد عن المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " قال من تبعه كان له رحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يتبعه عوفي مما كان يبتلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.
قل إنما يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون (108) فإن تولوا فقل أذنتكم على سواء وإن أدرى أقريب أم بعيد ما توعدون (109) إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتع إلى حين (111) قل رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون (112) يقول تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه أن يقول للمشركين " إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون " أي متبعون على ذلك مستسلمون منقادون له " فإن تولوا " أي تركوا ما دعوتهم إليه " فقل آذنتكم على سواء " أي أعلمتكم أني حرب لكم كما أنكم حرب لي برئ منكم كما أنتم برآء مني كقوله " فإن كذبوك فقل لي عملي ولكم أعمالكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون " وقال " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء " أي لكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء وهكذا ههنا " فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء " أي أعلمكم ببراءتي منكم وبراءتكم مني لعلمي بذلك. وقوله " وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون " أي هو واقع لا محالة ولكن لا علم لي بقربه ولا ببعده " إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون " أي إن الله يعلم الغيب جميعه ويعلم ما يظهره العباد وما يسرون، يعلم الظواهر والضمائر ويعلم السر وأخفى ويعلم ما العباد عاملون في إجهارهم وإسرار هم وسيجزيهم على ذلك القليل والجليل. وقوله " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين " أي وما أدري لعل هذا فتنة لكم ومتاع إلى حين قال ابن جرير لعل تأخير ذلك عنكم فتنة لكم ومتاع إلى أجل مسمى وحكاه عون عن ابن عباس فالله أعلم. " قال رب احكم بالحق " أي افصل بيننا وبين قومنا المكذبين بالحق قال قتادة كانت الأنبياء عليهم السلام يقولون " ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين " وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ذلك وعن مالك عن زيد بن أسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شهد غزاة قال " رب احكم بالحق " وقوله " وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون " أي على ما يقولون ويفترون من الكذب ويتنوعون في مقامات التكذيب والإفك والله المستعان عليكم في ذلك. آخر تفسير سورة الأنبياء عليهم السلام ولله الحمد والمنة.
سورة الحج:
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم (1) يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكرى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (2) يقول تعالى آمرا عباده بتقواه ومخبرا لهم بما يستقبلون من أهوال يوم القيامة وزلازلها وأحوالها، وقد اختلف المفسرون في زلزلة الساعة، هل هي بعد قيام الناس من قبورهم يوم نشورهم إلى عرصات القيامة أو ذلك عبارة