المراد بالفزع الأكبر النفخة في الصور قاله العوفي عن ابن عباس وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني واختاره ابن جرير في تفسيره وقيل حين يؤمر بالعبد إلى النار قاله الحسن البصري وقيل حين تطبق النار على أهلها قاله سعيد ابن جبير وابن جريح وقيل حين يذبح الموت بين الجنة والنار قاله أبو بكر الهذلي فيما رواه ابن أبي حاتم عنه، وقوله " وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون " يعني تقول لهم الملائكة تبشرهم يوم معادهم إذا خرجوا من قبورهم " هذا يومكم الذي كنتم توعدون " أي فأملوا ما يسركم.
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فعلين (104) يقول تعالى هذا كائن يوم القيامة " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " كما قال تعالى " وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون " وقد قال البخاري حدثنا مقدم بن محمد حدثني عمي القاسم بن يحيى عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله يقبض يوم القيامة الأرضين وتكون السماوات بيمينه " انفرد به من هذا الوجه البخاري رحمه الله. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا محمد بن أحمد بن الحجاج الرقي حدثنا محمد بن سلمة عن أبي الواصل عن أبي المليح الأزدي عن أبي الجوزاء الأزدي عن ابن عباس قال: يطوي الله السماوات السبع بما فيها من الخليقة والأرضين السبع بما فيها من الخليقة يطوي ذلك كله بيمينه يكون ذلك كله في يده بمنزله خردلة، وقوله " كطي السجل للكتب " قيل المراد بالسجل الكتاب، وقيل المراد بالسجل ههنا ملك من الملائكة، قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العلاء حدثنا يحيى بن يمان حدثنا أبو الوفاء الأشجعي عن أبيه عن ابن عمر في قوله تعالى " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " قال السجل ملك فإذا صعد بالاستغفار قال اكتبها نورا وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن ابن يمان به، قال ابن أبي حاتم: وروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين أن السجل ملك، وقال السدي في هذه الآية السجل ملك موكل بالصحف فإذا مات الانسان رفع كتابه إلى السجل فطواه ورفعه إلى يوم القيامة، وقيل المراد به اسم رجل صحابي كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي، قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا نوح بن قيس عن عمرو ابن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " قال السجل هو الرجل، قال نوح وأخبرني يزيد بن كعب هو العوذي عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم وهكذا رواه أبو داود والنسائي كلاهما عن قتيبة بن سعيد عن نوح بن قيس عن يزيد بن كعب عن عمرو ابن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس " قال: السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم ورواه ابن جرير عن نصر ابن علي الجهضمي كما تقدم ورواه ابن عدي من رواية يحيى بن عمرو بن مالك النكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب يسمى السجل وهو قوله " يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب " قال كما يطوي السجل الكتاب كذلك تطوى السماء ثم قال وهو غير محفوظ. وقال الخطيب البغدادي في تاريخه أنبأنا أبو بكر البرقاني أنبأنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي أنبأنا أحمد بن الحسين الكرخي أن حمدان ابن سعد حدثهم عن عبد الله بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا منكر جدا من حديث نافع عن ابن عمر لا يصح أصلا وكذلك ما تقدم عن ابن عباس من رواية أبي داود وغيره لا يصح أيضا، وقد صرح جماعة من الحفاظ بوضعه وإن كان في سنن أبي داود منهم شيخنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي فسح الله في عمره ونسأ في أجله، وختم له بصالح عمله، وقد أفردت لهذا الحديث جزءا على حدته ولله الحمد. وقد تصدى الإمام أبو جعفر بن جرير للانكار على هذا الحديث ورده أتم رد وقال: لا يعرف في الصحابة أحد جعفر بن جرير للانكار على هذا الحديث ورده أتم رد وقال: لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجل وكتاب النبي صلى الله عليه وسلم معروفون وليس فيهم أحد اسمه السجل، وصدق