جعل لكم الأرض ذلولا يجمع ذللا، كما قال جل ثناؤه: فاسلكي سبل ربك ذللا. وكان مجاهد يتأول ذلك أنه لا يتوعر عليها مكان سلكته.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق والشام واخفض لهما جناح الذل بضم الذال على أنه مصدر من الذليل. وقرأ ذلك سعيد بن جبير وعاصم الجحدري: جناح الذل بكسر الذال.
16767 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا بهز بن أسد، قال: ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير أنه قرأ: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: كن لهما ذليلا، ولا تكن لهما ذلولا.
16768 - حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرني عمر بن شقيق، قال: سمعت عاصما الجحدري يقرأ: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: كن لهما ذليلا، ولا تكن لهما ذلولا.
* - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عمر بن شقيق، عن عاصم، مثله.
قال أبو جعفر: وعلى هذا التأويل الذي تأوله عاصم كان ينبغي أن تكون قراءته بضم الذال لا بكسرها.
* - حدثنا نصر وابن بشار وحدثت عن الفراء، قال: ثني هشيم، عن أبي بشر جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، أنه قرأ: واخفض لهما جناح الذل. قال الفراء:
وخبرني الحكم بن ظهير، عن عاصم بن أبي النجود، أنه قرأها الذل أيضا، فسألت أبا بكر فقال: الذل قرأها عاصم.
وأما قوله: وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا فإنه يقول: ادع الله لوالديك بالرحمة، وقل رب ارحمهما، وتعطف عليهما بمغفرتك ورحمتك، كما تعطفا علي في صغري، فرحماني وربياني صغيرا، حتى استقللت بنفسي، واستغنيت عنهما. كما:
16769 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا هكذا علمتم، وبهذا أمرتم، خذوا تعليم الله وأدبه.