وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها قال: أي رزق تنتظره فقل لهم قولا ميسورا أي معروفا.
16802 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة فقل لهم قولا ميسورا قال: عدهم خيرا. وقال الحسن: قل لهم قولا لينا وسهلا.
16803 - حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله وإما تعرضن عنهم يقول: لا نجد شيئا تعطيهم ابتغاء رحمة من ربك يقول: انتظار الرزق من ربك، نزلت فيمن كان يسأل النبي (ص) من المساكين.
* - حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثني حرمي بن عمارة، قال: ثنا شعبة، قال: ثني عمارة، عن عكرمة في قول الله فقل لهم قولا ميسورا قال: الرفق.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما:
16804 - حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وإما تعرضن عنهم عن هؤلاء الذين أوصيناك بهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها إذا خشيت إن أعطيتهم، أن يتقووا بها على معاصي الله عز وجل، ويستعينوا بها عليها، فرأيت أن تمنعهم خيرا، فإذا سألوك فقل لهم قولا ميسورا قولا جميلا: رزقك الله، بارك الله فيك.
وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن زيد مع خلافه أقوال أهل التأويل في تأويل هذه الآية، بعيد المعنى، مما يدل عليه ظاهرها، وذلك أن الله تعالى قال لنبيه (ص) وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فأمره أن يقول إذا كان إعراضه عن القوم الذين ذكرهم انتظار رحمة منه يرجوها من ربه قولا ميسورا وذلك الاعراض ابتغاء الرحمة، لن يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون إعراضا منه ابتغاء رحمة من الله يرجوها لنفسه، فيكون معنى الكلام كما قلناه، وقاله أهل التأويل الذين ذكرنا قولهم، وخلاف قوله أو يكون إعراضا منه ابتغاء رحمة من الله يرجوها للسائلين الذين أمر نبي الله (ص) بزعمه أن يمنعهم ما سألوه خشية عليهم من أن ينفقوه في معاصي الله، فمعلوم أن سخط الله على من كان غير مأمون منه صرف ما أعطي من نفقة ليتقوى بها على طاعة الله في معاصيه، أخوف من رجاء رحمته له، وذلك أن رحمة الله إنما ترجى لأهل طاعته، لا لأهل معاصيه، إلا أن يكون أراد توجيه ذلك