حتى إذا أتيا أهل قرية)، وتلا إلى قوله (لا تخذت عليه أجرا) شر القرى التي لا تضيف الضيف، ولا تعرف لابن السبيل حقه.
واختلف أهل العلم بكلام العرب في معنى قول الله عز وجل (يريد أن ينقض) فقال بعض أهل البصرة: ليس للحائط إرادة ولا للموات، ولكنه إذا كان في هذه الحال من رثة فهو إرادته. وهذا كقول العرب في غيره:
يريد الرمح صدر أبي براء * ويرغب عن دماءه بني عقيل (1) وقال آخر منهم: إنما كلم القوم بما يعقلون، قال: وذلك لما دنا من الانقضاض، جاز أن يقول يريد أن ينقض، قال: ومثله (تكاد السماوات يتفطرن) (2) وقولهم: إني لأكاد أطير من الفرح، وأنت لم تقرب من ذلك، ولم تهم به، ولكن لعظيم الامر عندك.
وقال بعض الكوفيين منهم: من كلام العرب أن يقولوا: الجدار يريد أن يسقط، قال: ومثله من قول العرب قول الشاعر:
إن دهرا يلف شملي بجمل * لزمان يهم بالاحسان (3) وقول الآخر:
يشكو إلى جملي طول السرى * صبرا جميلا فكلانا مبتلى (4) قال: والجمل لم يشك، إنما تكلم به على أنه لو تكلم لقال ذلك، قال: وكذلك قول عنترة:
وازور من وقع القنا بلبانه * وشكا إلى بعبرة وتحمحم (5) قال: ومنه قول الله عز وجل: (ولما سكت عن موسى الغضب (6) والغضب لا يسكت، وإنما يسكت صاحبه. وإنما معناه: سكن. وقوله: (فإذا عزم الامر) (7) إنما يعزم