غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا... حتى بلغ قوله واتخذ سبيله في البحر عجبا فكان موسى اتخذ سبيله في البحر عجبا، فكان يعجب من سرب الحوت.
17492 - حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما اقتص موسى أثر الحوت انتهى إلى رجل، راقد قد سجى عليه ثوبه فسلم عليه موسى فكشف الرجل عن وجهه الثوب ورد عليه السلام وقال: من أنت؟ قال: موسى، قال: صاحب بني إسرائيل؟ قال: نعم، قال: أو ما كان لك في بني إسرائيل شغل؟ قال: بلى، ولكن أمرت أن آتيك وأصحبك، قال: إنك لن تستطيع معي صبرا، كما قص الله، حتى بلغ فلما ركبا في السفينة خرقها صاحب موسى قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا يقول: نكرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله، قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس.
17493 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن آدم، قال: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفا يزعم أن الخضر ليس بصاحب موسى، فقال: كذب عدو الله. حدثنا أبي بن كعب، عن النبي (ص) قال: إن موسى قام في بني إسرائيل خطيبا فقيل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا، فعتب الله عليه حين لم يرد العلم إليه، فقال: بلى عبد لي عند مجمع البحرين، فقال: يا رب كيف به؟ فقيل: تأخذ حوتا، فتجعله في مكتل، ثم قال لفتاه: إذا فقدت هذا الحوت فأخبرني، فانطلقا يمشيان على ساحل البحر حتى أتيا صخرة، فرقد موسى، فاضطرب الحوت في المكتل، فخرج فوقع في البحر، فأمسك الله عنه جرية الماء، فصار مثل الطاق، فصارت للحوت سربا وكان لهما عجبا. ثم انطلقا، فلما كان حين الغد، قال موسى لفتاه: آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوز حيث أمره الله قال:
فقال: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره،