الليل أن امرأة دخلت على رجل يبيع الدقيق، فقبلها فأسقط في يده. فأتى عمر، فذكر ذلك له، فقال: اتق الله ولا تكن امرأة غاز فقال الرجل: هي امرأة غاز. فذهب إلى أبي بكر فقال مثل ما قال عمر. فذهبوا إلى النبي (ص) جميعا، فقال له: كذلك، ثم سكت النبي (ص) فلم يجبهم، فأنزل الله: أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل الصلوات المفروضات إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال:
أخبرني عطاء بن أبي رباح، قال: أقبلت امرأة حتى جاءت إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه، فدخل بها البيت، فلما خلا له قبلها. قال: فسقط في يديه، فانطلق إلى أبي بكر، فذكر ذلك له فقال: أبصر لا تكونن امرأة رجل غاز فبينما هم على ذلك، نزل في ذلك: أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل قيل لعطاء: المكتوبة هي؟ قال: نعم هي المكتوبة.
فقال ابن جريج، وقال عبد الله بن كثير: هي المكتوبات.
قال ابن جريج، عن يزيد بن رومان: إن رجلا من بني غنم، دخلت عليه امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها. فجاء إلى أبي بكر رضي الله عنه، ثم جاء إلى عمر رضي الله عنه، ثم أتى إلى النبي (ص)، فنزلت هذه الآية: أقم الصلاة... إلى قوله:
ذلك ذكرى للذاكرين فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة يذكر، فذلك قوله: ذكرى للذاكرين. القول في تأويل قوله تعالى:
* (واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) *.
يقول تعالى ذكره: واصبر يا محمد على ما تلقى من مشركي قومك من الأذى في الله والمكروه رجاء جزيل ثواب الله على ذلك، فإن الله لا يضيع ثواب عمل من عمل فأطاع الله واتبع أمره فيذهب به، بل يوفره أحوج ما يكون إليه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين) *.
يقول تعالى ذكره: فهلا كان من القرون الذين قصصت عليك نبأهم في هذه السورة الذين أهلكتهم بمعصيتهم إياي وكفرهم برسلي من قبلكم. أولو بقية يقول: ذو بقية من