نريد: أي إن بغيتنا لغير ذلك، فلما لم يتناهوا، ولم يردهم قوله، ولم يقبلوا منه شيئا مما عرض عليهم من أمور بناته. قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) *.
يقول تعالى ذكره: قال لوط لقومه حين أبوا إلا المضي لما قد جاءوا له من طلب الفاحشة وأيس من أن يستجيبوا له إلى شئ مما عر ض عليهم: لو أن لي بكم قوة بأنصار تنصرني عليكم وأعوان تعينني، أو آوي إلى ركن شديد يقول: أو أنضم إلى عشيرة مانعة تمنعني منكم، لحلت بينكم وبين ما جئتم تريدونه مني في أضيافي. وحذف جواب لو لدلالة الكلام عليه، وأن معناه مفهوم وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: قال لوط: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد يقول: إلى جند شديد لقاتلتكم.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة: أو آوي إلى ركن شديد قال: العشيرة.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة:
إلى ركن شديد قال: العشيرة.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قا: ثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن: أو آوي إلى ركن شديد قال: إلى ركن من الناس.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال قوله: أو آوي إلى ركن شديد قال: بلغنا أنه لم يبعث نبي بعد لوط إلا في ثروة من قومه حتى النبي (ص).
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد أي عشيرة تمنعني أو شيعة تنصرني، لحلت بينكم وبين هذا.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد قال: يعني به العشيرة.