لان صلاة العشاء الآخرة إنما تصلى بعد مضي زلف من الليل، وهي التي عنيت عندي بقوله: وزلفا من الليل وبنحو الذي قلنا في قوله: وزلفا من الليل قال جماعة من أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: وزلفا من الليل قال الساعات من الليل صلاة العتمة.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: زلفا من الليل يقول: صلاة العتمة.
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى، عن عوف، عن الحسن: وزلفا من الليل قال: العشاء.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: كان ابن عباس يعجبه التأخير بالعشاء، ويقرأ وزلفا من الليل.
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: وزلفا من الليل قال: ساعة من الليل، صلاة العتمة.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وزلفا من الليل قال: العتمة، وما سمعت أحدا من فقهائنا ومشايخنا، يقول العشاء، ما يقولون إلا العتمة.
وقال قوم: الصلاة التي أمر النبي (ص) بإقامتها زلفا من الليل، صلاة المغرب والعشاء. ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب بن إبراهيم وابن وكيع، واللفظ ليعقوب، قالا: ثنا ابن علية، قال: ثنا أبو رجاء عن الحسن: وزلفا من الليل قال: هما زلفتان من الليل: صلاة المغرب، وصلاة العشاء.