شر. ثم أفاق معاوية ومسح عن وجهه فقال: صدق الله ورسوله من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وقرأ إلى: وباطل ما كانوا يعملون.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان، عن عيسى بن ميمون، عن مجاهد: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها... الآية، قال: ممن لا يتقبل منه، يصوم ويصلي يريد به الدنيا، ويدفع عنه وهم الآخرة. وهم فيها لا يبخسون لا ينقصون. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) *.
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين ذكرت أنا نوفيهم أجور أعمالهم في الدنيا ليس لهم في الآخرة إلا النار يصلونها، وحبط ما صنعوا فيها يقول: وذهب ما عملوا في الدنيا، وباطل ما كانوا يعملون لأنهم كانوا يعملون لغير الله، فأبطله الله وأحبط عامله أجره.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) *.
يقول تعالى ذكره: أفمن كان على بينة من ربه قد بين له دينه فتبينه، ويتلوه شاهد منه.
واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: يعني بقوله: أفمن كان على بينة من ربه محمدا (ص). ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن خلف، قال: ثنا حسين بن محمد، قال: ثنا شيبان، عن قتادة، عن عروة، عن محمد ابن الحنفية، قال: قلت لأبي: يا أبت أنت التالي في ويتلوه شاهد منه؟ قال: لا والله يا بني وددت أني كنت أنا هو ولكنه لسانه.