ذلك في خبر كان عن المضاف إلى مؤنث يكون الخبر عن بعضه خبرا عن جميعه، وذلك كقول الشاعر:
أرى مر السنين أخذن مني * كما أخذ السرار من الهلال فقال: أخذن مني، وقد ابتدأ الخبر عن المراد، إذ كان الخبر عن المر خبرا عن السنين، وكما قال الآخر:
إذا مات منهم سيد قام سيد * فدانت له أهل القرى والكنائس فقال: دانت له، والخبر عن أهل القرى، لان الخبر عنهم كالخبر عن القرى. ومن قال ذلك، لم يقل: فدانت له غلام هند، لان الغلام لو ألقى من الكلام لم تدل هند عليه، كما يدل الخبر عن القرية على أهلها. وذلك أنه لو قيل: فدانت له القرى، كان معلوما أنه خبر عن أهلها، وكذلك بعض السيارة، لو ألقى البعض، فقيل: تلتقطه السيارة، علم أنه خبر عن البعض أو الكل، ودل عليه الخبر عن السيارة. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قالوا يأبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون) *.
يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف إذ تآمروا بينهم، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب لوالدهم يعقوب: يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصحراء، ونحن له ناصحون نحوطه ونكلؤه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون) *.
واختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء أهل المدينة: يرتع ويلعب بكسر