فيجمعهم فيه للجزاء والثواب والعقاب. وذلك يوم مشهود يقول: وهو يوم تشهده الخلائق لا يتخلف منهم أحد، فينتقم حينئذ ممن عصى الله وخالف أمره وكذب رسله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن مجاهد، في قوله:
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود قال: يوم القيامة.
حدثني يعقوب، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن عكرمة، مثله.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف المكي، عن ابن عباس، قال: الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة. ثم قرأ: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود.
حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن ابن عباس، قال: الشاهد: محمد، والمشهود: يوم القيامة. ثم تلا هذه الآية:
ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود.
حدثت عن المسيب عن جويبر، عن الضحاك، قوله: ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود قال: ذلك يوم القيامة، يجتمع فيه الخلق كلهم ويشهده أهل السماء وأهل الأرض. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وما نؤخره إلا لأجل معدود) *.
يقول تعالى ذكره: وما نؤخر يوم القيامة عنكم أن نجيئكم به إلا لآن يقضى، فقضى له أجلا فعده وأحصاه، فلا يأتي إلا لأجله ذلك، لا يتقدم مجيئه قبل ذلك ولا يتأخر. القول في تأويل قوله تعالى:
* (يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ئ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق ئ خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ) *.