وجدنا ما وعدنا ربنا حقا في الدنيا على ألسن رسله من الثواب على الايمان به وبهم وعلى طاعته، فهل وجدتم ما وعدكم ربكم على ألسنتهم على الكفر به وعلى معاصيه من العقاب؟
فأجابهم أهل النار بأن نعم، قد وجدنا ما وعد ربنا حقا. كالذي:
11387 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم قال: وجد أهل الجنة ما وعدوا من ثواب، وأهل النار ما وعدوا من عقاب.
11388 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا وذلك أن الله وعد أهل الجنة النعيم والكرامة وكل خير علمه الناس أو لم يعلموه، ووعد أهل النار كل خزي وعذاب علمه الناس أو لم يعلموه فذلك قوله: وآخر من شكله أزواج قال: فنادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم يقول: من الخزي والهوان والعذاب، قال أهل الجنة: فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا من النعيم والكرامة. فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين.
واختلف القراء في قراءة قوله: قالوا نعم فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة والكوفة والبصرة: قالوا نعم بفتح العين من نعم. وروي عن بعض الكوفيين أنه قرأ: قالوا نعم بكسر العين، وقد أنشد بيتا لبني كلب:
نعم إذا قالها منه محققة * ولا تجئ عسى منه ولا قمن بكسر نعم.