أخرى أهل كل ملة دخلت النار الذين كانوا في الدنيا بعد أولى منهم تقدمتها وكانت لها سلفا وإماما في الضلالة والكفر لأولاها الذين كانوا قبلهم في الدنيا: ربنا هؤلاء أضلونا عن سبيلك ودعونا إلى عبادة غيرك وزينوا لنا طاعة الشيطان، فآتهم اليوم من عذابك الضعف على عذابنا. كما:
11336 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: قالت أخراهم الذين كانوا في آخر الزمان لأولاهم الذين شرعوا لهم ذلك الدين: ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار.
وأما قوله: قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون فإنه خبر من الله عن جوابه لهم، يقول: قال الله للذين يدعونه فيقولون: ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار لكلكم، أولكم وآخركم وتابعوكم ومتبعوكم ضعف، يقول: مكرر عليه العذاب. وضعف الشئ: مثله مرة: وكان مجاهد يقول في ذلك، ما:
11337 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
11338 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال الله: لكل ضعف للأولى وللآخرة ضعف.
11339 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، قال: ثني غير واحد، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله: ضعفا من النار قال: أفاعي.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان، عن السدي، عن مرة، عن عبد الله: فآتهم عذابا ضعفا من النار قال: حياة وأفاعي.
وقيل: إن الضعف في كلام العرب ما كان ضعفين والمضاعف ما كان أكثر من ذلك.