حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ولقد خلقناكم ثم صورناكم في ظهر آدم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج عن مجاهد، قوله: ولقد خلقناكم ثم صورناكم قال: صورناكم في ظهر آدم.
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو سعد المدني، قال: سمعت مجاهدا في قوله: ولقد خلقناكم ثم صورناكم قال: في ظهر آدم لما تصيرون إليه من الثواب في الآخرة.
وقال آخرون: معنى ذلك: ولقد خلقناكم في بطون أمهاتكم، ثم صورناكم فيها. ذكر من قال ذلك:
11160 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عمن ذكره، قال: خلقناكم ثم صورناكم قال: خلق الله الانسان في الرحم، ثم صوره فشق سمعه وبصره وأصابعه.
قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: تأويله: ولقد خلقناكم ولقد خلقنا آدم، ثم صورناكم بتصويرنا آدم، كما قد بينا فيما مضى من خطاب العرب الرجل بالأفعال تضيفها إليه، والمعنى في ذلك سلفه، وكما قال جل ثناؤه لمن بين أظهر المؤمنين من اليهود على عهد رسول الله (ص): وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة وما أشبه ذلك من الخطاب الموجه إلى الحي الموجود والمراد به السلف المعدوم، فكذلك ذلك في قوله: ولقد خلقناكم ثم صورناكم معناه: ولقد خلقنا أباكم آدم، ثم صورناه.
وإنما قلنا هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لان الذي يتلو ذلك قوله: ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ومعلوم أن الله تبارك وتعالى قد أمر الملائكة بالسجود لآدم قبل أن يصور ذريته في بطون أمهاتهم، بل قبل أن يخلق أمهاتهم، وثم في كلام العرب لا تأتي إلا بإيذان انقطاع ما بعدها عما قبلها، وذلك كقول القائل: قمت ثم قعدت، لا يكون القعود إذ عطف به ب ثم على قوله: قمت إلا بعد القيام، وكذلك ذلك في جميع الكلام. ولو كان العطف في ذلك بالواو جاز أن يكون الذي بعدها قد كان قبل الذي قبلها، وذلك كقول