يقول: مثل من يعبد هؤلاء الآلهة من دون الله، فإنه يرى أنه في شئ حتى يأتيه الموت فيستقبل الهلكة والندامة. وقوله: كالذي استهوته الشياطين في الأرض: وهم الغيلان يدعونه باسمه واسم أبيه واسم جده، فيتبعها فيرى أنه في شئ فيصبح وقد ألقته في الهلكة وربما أكلته، أو تلقيه في مضلة من الأرض يهلك فيها عطشا، فهذا مثل من أجاب الآلهة التي تعبد من دون الله عز وجل.
10459 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، قال: ثنا معمر، عن قتادة: استهوته الشياطين في الأرض قال: أضلته في الأرض حيران.
10460 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: ما لا ينفعنا ولا يضرنا قال: الأوثان.
10461 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: استهوته الشياطين في الأرض حيران قال: رجل حيران يدعوه أصحابه إلى الطريق، كذلك مثل من يضل بعد إذ هدى.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، قال: ثنا رجل، عن مجاهد، قال: حيران هذا مثل ضربه الله للكافر، يقول: الكافر حيران يدعوه المسلم إلى الهدى فلا يجيب.
10462 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا حتى بلغ: لنسلم لرب العالمين علمها الله محمدا وأصحابه يخاصمون بها أهل الضلالة.
وقال آخرون في تأويل ذلك، بما:
10463 - حدثني به محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى فهو الرجل الذي لا يستجيب لهدى الله، وهو رجل أطاع الشيطان وعمل في الأرض بالمعصية وحار عن الحق وضل عنه، وله أصحاب يدعونه إلى الهدى ويزعمون أن الذي يأمرونه هدى، يقول الله ذلك لأوليائهم من الانس: إن الهدى هدى الله، والضلالة ما تدعو إليه الجن.