تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦١٩
الله؟ قال: إن الله (عز وجل) يقول في كتابه: " لا خير في كثير من نجواهم " الآية، وقال: " لا تأتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما " وقال: " ولا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم " (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله فرض التمحل في القرآن، قلت: وما التمحل جعلت فداك؟ قال: أن يكون وجهك أعرض عن وجه أبيك فتمحل له، وهو قوله:
" لا خير في كثير من نجواهم "، وحدثني أبي، عن رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الله فرض الله عليكم زكاة جاهكم كما فرض عليكم ما ملكت أيديكم (2).
أو إصلاح بين الناس: أي إصلاح ذات بين.
في أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكلام ثلاثة، صدق وكذب وإصلاح بين الناس. قال: قلت: جعلت فداك ما الاصلاح بين الناس؟ قال: تسمع من الرجل (3) كلاما يبلغه فيخبث نفسه فتلقاه فتقول:

(١) الكافي: ج ١ ص ٦٠ ح 5.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 152 س 15 في تفسيره لآية 124 من سورة النساء.
(3) (تسمع من الرجل) كان (من) بمعنى (في) كما في قوله تعالى: " إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة " أي فيه، وكذا قالوا: في قوله سبحانه: " فأروني ماذا خلق من الأرض " أي في الأرض، ويحتمل أن يكون تقدير الكلام: تسمع من رجل كلاما في حق رجل آخر يذمه به، فيبلغ الرجل الثاني ذلك الكلام فتخبث نفسه عن الأول، أي يتغير عليه ويبغضه، فتلقى الرجل الثاني فتقول: سمعت من الرجل الأول فيك كذا وكذا من مدحه خلاف ما سمعت منه من ذمه. والتكلف فيه من جهة ارجاع ضمير يبلغه إلى الرجل الثاني وهو غير مذكور في الكلام، لكنه معلوم بقرينة المقام. وهذا القول، وإن كان كذبا لغة وعرفا، جائز لقصد الاصلاح بين الناس، وكأنه لا خلاف فيه عند أهل الاسلام، إلى أن قال: ويدل الحديث على أن الكذب شرعا إنما يطلق على ما كان مذموما فغير المذموم قسم ثالث من الكلام يسمى إصلاحا، فهو واسطة بين الصدق والكذب (مرآة العقول:
ج 10 ص 334).
(٦١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 ... » »»
الفهرست