تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٣٠
وفي عيون الأخبار: في باب قول الرضا (عليه السلام) لأخيه زيد بن موسى (1) حين افتخر على من في مجلسه، بإسناده إلى أبي الصلت الهروي قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يحدث عن أبيه أن إسماعيل (2) قال للصادق (عليه السلام):
يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال (عليه السلام): " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به " (3).
وفي مجمع البيان: عن أبي هريرة (4) قال: لما نزلت هذه الآية بكينا وحزنا

(1) زيد هذا المعروف ب‍ (زيد النار) خرج بالمدينة فأحرق وقتل ثم مضى إلى البصرة سنة ست وتسعين ومائة وقيل: إنه بعث إليه المأمون فاسر وحمل إليه فقال له: يا زيد خرجت بالبصرة وتركت أن تبدأ بدور أعدائنا من أمية وثقيف وغنى وباهلة وآل زياد وقصدت دور بني عمك؟ فقال وكان مزاحا:
أخطأت يا أمير المؤمنين من كل جهة، وإن عدت للخروج بدأت بأعدائنا فضحك المأمون وبعثه إلى أخيه الرضا، وقال: قد وهبت لك جرمه، فأحسن أدبه فلما جاؤوا به عنفه وخلى سبيله، وحلف أن لا يكلمه أبدا ما عاش (تلخيص من تنقيح المقال: ج 1 ص 471 تحت رقم 4455).
(2) عن أعلام الورى: أن إسماعيل كان أكبر إخوته وكان أبوه الصادق (عليه السلام) شديد المحبة له والبر به، وقد كان يظن قوم من الشيعة في حياة الصادق (عليه السلام) أنه القائم بعده والخليفة له من بعده إذ كان أكبر إخوته ولميل أبيه إليه وإكرامه له، فمات في حياة أبيه الصادق (عليه السلام) بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع، ولما مات إسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك، وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه، بل كانت من الا باعد، فلما مات الصادق (عليه السلام) انتقل جماعة إلى القول بإمامة موسى بن جعفر، وافترق الباقون منهم فرقتين، فرقة منهم رجعوا عن حياة إسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمد بن إسماعيل، لظنهم أن الإمامة كانت في أبيه، وأن الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ، وفريق منه تثبتوا على حياة إسماعيل، وهم اليوم شذاذ، وهذان الفريقان يسميان الإسماعيلية، انتهى (تلخيص من تنقيح المقال: ج 1 ص 131 تحت رقم 794).
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 234 باب 58 قول الرضا (عليه السلام) لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه، ح 5.
(4) لم يختلف الناس في اسم أحد في الجاهلية والاسلام، مثل ما اختلفوا في اسم (أبي هريرة). فلا يعرف على التحقيق اسمه الذي سماه به أهله ليدعي به بين الناس، لاحظ كتب الرجال: كا لإصابة والاستيعاب وكتاب شيخ المضيرة (أبو هريرة) تأليف محمود أبو رية.
(٦٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 625 626 627 628 629 630 631 632 633 634 635 ... » »»
الفهرست