ستره الله عليك. فأما إذا قلت ما ليس فيه فذاك قول الله: " فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " (1).
ولولا فضل الله عليك ورحمته: بإلهام ما هم عليه بالوحي.
لهمت طائفة منهم أن يضلوك: عن أن يضلوك عن القضاء بالحق مع علمهم بالحال.
والجملة جواب " لولا " وليس المراد نفي همتهم، بل نفي تأثيره فيه.
وما يضلون إلا أنفسهم: لأنه ما أزالوك عن الحق، وعاد وباله إليهم.
وما يضرونك من شئ: فإن الله عاصمك وناصرك ومؤيدك، وما جرى عليك من معاتبة قتادة كان اعتمادا منك على ظاهر الامر.
و " من شئ " في موضع النصب على المصدر، أي شيئا من الضرر.
وأنزل الله عليك الكتب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم: من خفيات الأمور وأمور الدين والاحكام.
وكان فضل الله عليك عظيما: إذ لا فضل أعظم من النبوة.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أناسا من رهط بشير الادنين انطلقوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا نكلم في صاحبنا برئ، فلما أنزل الله " يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم " إلى قوله " وكيلا " فأقبلت رهط بشير فقال: يا بشير استغفر الله وتب من الذنب، فقال: والذي أحلف به ما سرقها إلا لبيد، فنزلت: " ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا " ثم أن بشير كفر ولحق بمكة، وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليعذروه: " ولولا فضل الله عليك ورحمته " الآية، ونزل في بشير وهو بمكة: " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت