تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٢٣
إما للتأكيد، أو لقصة بشير.
وقيل: جاء شيخ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إني شيخ منهمك في المعاصي، إلا أني لم أشرك بالله شيئا منذ عرفته، وآمنت به، ولم أتخذ من دونه وليا، ولم أوقع المعاصي جرأة، وما تو همت طرفة عين أني أعجز الله هربا، وأني لنادم تائب، فما ترى حالي؟ فنزلت.
ومن يشرك بالله فقد ضل ضللا بعيدا: عن الحق، فإن الشرك أعظم أنواع الضلالة وأبعدها عن الصواب والاستقامة.
وإنما ذكر في الآية الأولى " فقد افترى " لأنها متصلة بقصة أهل الكتاب، ومنشأ شركهم نوع افتراء، وهو دعوى التبني على الله تعالى وتقدس (1).
وفي شرح الآيات الباهرة: روي بحذف الاسناد مرفوعا، عن مولى علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن جده أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين) قال:
المؤمن على أي حال مات، وفي أي ساعة قبض فهو شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض لكان الموت كفارة لتلك الذنوب، ثم قال (عليه السلام):
من قال لا إله إلا الله بالاخلاص فهو برئ من الشرك، ومن خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وهم شيعتك ومحبوك يا علي، فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: اي وربي، لشيعتك ومحبيك خاصة، وإنهم ليخرجون من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، فيؤتون بحلل خضر من الجنة، وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة، ويلبس كل واحد منهم حلة خضراء وتاج الملك وإكليل الكرامة ويركبون النجائب، فيطير بهم إلى الجنة لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (2).

(١) من قوله (وقيل: جاء) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٤٤، لاحظ تفسيره لايه 116 من سورة النساء.
(2) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة: ص 157.
(٦٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 618 619 620 621 622 623 624 625 626 627 628 ... » »»
الفهرست