تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٤
[فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا (99) * ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مرغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما (100)] فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم: دكر بكلمة الأطماع ولفظ العفو إيذانا بأن ترك الهجرة أمر خطير حتى المضطر من حقه أن لا يأمن ويترصد الفرصة ويعلق بها قلبه.
وكان الله عفوا غفورا: ذا صفح عن ذنوب عباده، ساتر عليهم ذنوبهم.
ومن يهاجر: يفارق أهل الشرك ويهرب بدينه من وطنه إلى أرض الاسلام.
في سبيل الله: في منهاج دينه.
يجد في الأرض مرغما كثيرا: متحولا، من الرغام وهو التراب (1).
وقيل: طريقا يراغم قومه بسلوكه، أي يفارقهم على رغم أنوفهم، وهو أيضا من الرغام.
وسعة: في الرزق وإظهار الدين، فيرغم بذلك أنوف قومه ممن ضيق عليه.
ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت: وقرئ يدركه على

(1) (قوله: متحولا) عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه فسر (مراغما) بقوله: (متحولا) يتحول إليه، وقال الجوهري: المراغم، المذهب والمهرب، ثم نقل عن الفراء أنه قال: المراغم، المضروب والمذهب في الأرض، والرغام بالفتح التراب. ولما كانت الانف من جملة الأعضاء في غاية العزة والتراب في غاية الذلة، جعل قولهم: (رغم أنفه) كناية عن الذلة، وسميت المفارقة عن القوم بغضا لهم بالمراغمة، لان من يهاجر قومه، يراغمهم، لأنه يجد في البلد الذي هاجر إليه من النعمة والخير ما يكون سببا لرغم أنف أعدائه (من حاشية محيي الدين شيخ زاده على البيضاوي).
(٥٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 599 ... » »»
الفهرست