تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٩١
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: المستضعفون الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، قال: لا يستطيعون حيلة إلى الايمان ولا يكفرون، الصبيان وأشباه عقول الصبيان من الرجال والنساء (1).
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف؟ فقال: هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر ولا يهتدي بها سبيلا إلى الايمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر، قال: والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان (2).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله ابن جندب، عن سفيان بن السمط البجلي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
ما تقول في المستضعفين؟ فقال لي شبيها بالفزع (3): فتركتم أحدا يكون مستضعفا،

(١) الكافي: ج ٢ ص ٤٠٤ كتاب الايمان والكفر، باب المستضعف ح ٢.
(٢) الكافي: ج ٢ ص ٤٠٤ كتاب الايمان والكفر، ح ٣.
(٣) (شبيها بالفزع) بكسر الزاي، أي الخائف المضطرب، وكان ذلك غيظا وإنكارا على أهل الإذاعة من الشيعة، فإنهم لتركهم التقية أفشوا هذا الامر حتى عرف الناس كلهم مذهب الشيعة حتى الجواري الباكرات المخدرات مع عدم خروجهن من الخدور، والنساء السقايات اللواتي ليس شأنهن تفحص المذاهب.
السقايات بالياء، جمع سقاءة بالهمزة.
وهذه الإذاعة صارت سببا للضرر على الأئمة وشيعتهم ولم ينفع لهداية الخلق، وصارت سببا لصيرورة المستضعفين نواصب غير معذورين.
و (تركتم) استفهام للانكار وكذا (أين).
ثم اعلم أن المستضعف عند أكثر الأصحاب: من لا يعرف الامام ولا ينكره ولا يوالي أحدا بعينه كما ذكره الشهيد (قدس سره) في الذكرى، وحكي عن المفيد في الغرية: أنه عرفه بأنه الذي يعرف بالولاء ويتوقف عن البراءة، وقال ابن إدريس: هو من لا يعرف اختلاف الناس في المذاهب ولا يبغض أهل الحق على اعتقادهم، وهذا أوفق بأخبار هذا الباب (مرآة العقول: ج 11 ص 209).
(٥٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 586 587 588 589 590 591 592 593 594 595 596 ... » »»
الفهرست