تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٩٣
وفي الكافي: أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتزوج بمرجئة أو حرورية (1)؟ قال:
لا، عليك بالبله من النساء، قال زرارة: فقلت: والله ما هي إلا مؤمنة أو كافرة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وأين أهل ثنوي الله (2) (عز وجل)؟ قول الله أصدق من قولك " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " (3).
وفي تفسير العياشي: عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
سألته عن المستضعفين؟ فقال: البلهاء في خدرها، والخادم تقول لها: صلي، فتصلي، لا تدري إلا ما قلت لها، والجليب الذي لا يدري إلا ما قلت له (4)، والكبير الفاني، والصبي والصغير، هؤلاء المستضعفين (5).

(١) المرجئة بالميم ثم الراء ثم الهمزة بغير تشديد من الارجاء بمعنى التأخير، وقد وقع الخلاف في تفسير اللفظة فقيل: هم فرقة من المسلمين يقولون: الايمان قول بلا عمل، كأنهم قدموا القول وأرجؤوا العمل أي أخروه، لأنهم يريدون أنهم لو لم يصوموا لنجاهم إيمانهم، وقيل: هم فرقة من المسلمين يعتقدون أنه لا يضر مع الايمان معصية، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، سموا مرجئة، لاعتقادهم أن الله تعالى أرجأ تعذيبهم عن المعاصي، أي أخره عنه، وقيل: هم الفرقة الجبرية، وقيل: هم الذين يقولون كل الافعال من الله تعالى، وقيل: المرجئ هو الأشعري، وربما يطلق على أهل السنة لتأخيرهم عليا (عليه السلام) عن الثلاثة. والحرورية، هم الذين تبرؤوا من علي (على السلام) وشهدوا عليه بالكفر لعنهم الله، والحرورية نسبة إلى حروراء موضع بقرب الكوفة كان أول مجمعهم فيه (تلخيص من مقياس الهداية: ص ٨٥ - ٨٦).
(٢) قوله (ثنوي الله) استثناء الله (مرآة العقول ط حجري: ج ٣ ص ٤٥٠).
(٣) الكافي: ج ٥ ص ٣٤٨ كتاب النكاح، باب مناكحة النصاب والشكاك ح ٢.
(٤) الجليب الذي يجلب من بلد إلى آخر غيره، وعبد جليب (لسان العرب: ج ص ٢٦٨ لغة جلب).
(٥) تفسير العياشي: ج ١ ص ٢٧٠ قطعة من ح 251.
(٥٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 588 589 590 591 592 593 594 595 596 597 598 ... » »»
الفهرست