تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٩
[قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين (32) * إن الله اصطفى ادم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33)] وصعق على تصورها، وربما رأيت المني قد ملا ازار ذلك المحب عند صعقته، وحمقى العامة على حواليه قد ملؤا أدرانهم (1) بالدموع رققهم من حاله قال:
أحب ابا ثروان من حب تمرة * واعلم أن الرفق بالجار ارفق ووالله لولا تمره ما حببته * ولا كان أدنى من عبيد ومشرق (2) قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا: يحتمل المضي والمضارعة، بمعنى فإن تتولوا.
فإن الله لا يحب الكافرين: لا يرضى عنهم ولا يغفر لهم. ووضع المظهر موضع المضمر، لقصد العموم، والدلالة على أن التولي كفر، وأنه ينفي محبة الله، ومحبته مخصوصة بالمؤمنين.
وفي الآية، مع ما ذكر من الاخبار في بيانها، دلالة صريحة على كفر من تولى عن الولاية، فتبصر.
إن الله اصطفى: لما أوجب طاعة الرسول وأولاده الأوصياء، وبين أنها

(١) الدرن بالتحريك: الوسخ وقد درن الثوب بالكسر درنا فهو درن (لسان العرب: ج ١٣ ص ١٥٣ لغة درن).
(2) لغيلان بن شجاع النهشلي، يقول: أحب هذا الرجل من أجل حب تمره، وأعلم أن الرفق بالجار أرفق منه بغيره، اي أشد رفقا، ويروي: ابا مروان، وفيه استعطاف لأبي مروان وطلب الرفق منه بالشاعر. ولا كان أدنى، أي أقرب إلى من عبيد ومشرق، وهما ابناه (تلخيص من هامش الكشاف:
ج 1 ص 353).
(٥٩)
مفاتيح البحث: الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»
الفهرست