تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٤
[ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34) إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل منى إنك أنت السميع العليم (35)] الأرض وجعل حجة وخليفة عصم لقوله عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (1).
وفيه في باب مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الأنبياء (عليهم السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله تعالى: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " وقال عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (2) ذرية بعضها من بعض: حال، أو بدل من الآلين، أو منهما ومن نوح. أي أنهم ذرية واحدة منشعبة بعضها من بعض، أو بعضها من بعض في الدين.
والذرية: الولد، فعلية من الذرء، أو فعولة من الذرء، أبدلت همزتها ياء ثم قلبت الواو ياء وأدغمت.
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) في حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فلما قضى محمد (صلى الله عليه وآله) نبوته واستكملت

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 192 باب 14.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 196 باب 15.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست