تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٨
[قل اللهم ملك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيديك الخير إنك على كل شئ قدير (26)] ووفيت كل نفس ما كسبت: جزاء ما كسبت.
قال البيضاوي: وفيه دليل على أن العبادة لا تحبط، وأن المؤمن لا يخلد في النار، لان توفية إيمانه وعمله لا يكون في النار، ولا قبل دخولها، فإذن هي بعد الخلاص (1).
ويرد عليه في الأول. أنه على تقدير الاحباط يصدق على النفس المحسنة التي أحبطت حسنته بالسيئة التي صدرت عنها، أنها وفيت ما كسبت، بمعنى أنها لحسنتها لم تعاقب بالسيئة التي صدرت عنها.
وفي الثاني: أنه يمكن توفية إيمانه وعمله في النار، بأن يخفف عذابه عن قدر ما ينبغي لسيئته، لايمانه وعمله.
والتحقيق: أن المؤمن يعني الموالي اللائمة (عليهم السلام) لا يدخل النار، وغيره يدخل ولا يخرج، ومناط الايمان ما جعله الله ورسوله إيمانا، لا ما جعله كل حزب إيمانا وعده عملا صالحا. فكم من يعد نفسه مؤمنا، وهو مؤمن بنفسه وهواه، وكم ممن يعد نفسه مواليا، وهو يوالي الشيطان.
وهم لا يظلمون: الضمير ل‍ " كل نفس " على المعنى، لأنه في معنى كل إنسان.
قل اللهم: الميم عوض عن حرف النداء، ولذلك لا يجتمعان، وقد وقع في الشعر ضرورة (2).

(١) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج ١ ص ١٥٤ في تفسيره لآية ٢٥ من سورة آل عمران.
(٢) كقول أمية بن أبي الصلت:
إني إذا ما حدث ألما * أقول: يا اللهم يا اللهما (شرح ابن عقيل: ج ٢ ص ٢٦٥ شاهد " 310 ")
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست