تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٨
وعن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين إلا الحب؟ إن الله يقول: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " وقال: " يحبون من هاجر إليهم " (1) وهل الدين إلا الحب (2).
وعن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك، انا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك؟ فقال: اي والله، وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " (3).
والله غفور رحيم: لمن تحبب إليه بطاعته واتباع رسوله (صلى الله عليه وآله).
قال البيضاوي: روي أنها نزلت لما قالت اليهود: نحن أبناء الله وأحباؤه، وقيل: نزلت في وفد نجران لما قالوا: إنا نعبد المسيح حبا لله، وقيل: في أقوام زعموا على عهده (عليه السلام) أنهم يحبون الله، فأمروا أن يجعلوا لقولهم تصديقا من العمل (4).
ولنعم ما قال صاحب الكشاف هنا: وإذ رأيت من يذكر محبة الله ويصفق بيديه مع ذكرها ويطرب وينعر (5) ويصعق، فلا تشك في أنه لا يعرف ما الله، ولا يدري ما محبة الله، وما تصفيقه وطربه ونعرته وصعقته (6) إلا أنه تصور في نفسه الخبيثة صورة مستملحة معشقة، فسماها الله بجهله ودعارته، ثم صفق وطرب ونعر

(١) الحشر: ٩.
(٢) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٧، قطعة من ح ٢٧.
(٣) تفسير العياشي: ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٨.
(٤) أنوار التنزيل وأسرار التأويل: ج ١ ص ١٥٦ في تفسيره لقوله تعالى " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني " من سورة آل عمران.
(٥) النعرة: صوت في الخيشوم، قال الراجز:
إني ورب الكعبة المستورة * والنعرات من أبي محذورة يعني آذانه، ونعر الرجل ينعر نعيرا (لسان العرب: ج ٥ ص ٢٢٠ لغة نعر).
(٦) يقال: صعق الرجل صعقة، أي غشى عليه من صوت يسمعه كالهدة الشديدة (لسان العرب: ج ١٠ ص ١٩٨ لغة صعق).
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست