تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٦
السلام) بعد أن ذكر النبي (صلى الله عليه وآله): فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " فاتباعه (صلى الله عليه وآله) محبة الله، ورضاه غفران الذنوب وكمال الفوز ووجوب الجنة (1).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة، إلا لاحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثم تلا: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " ثم قال: يا حفص الحب أفضل من الخوف، ثم قال: والله ما أحب [الله] من أحب الدنيا ووالى غيرنا. ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى (2).
وفي كتاب الخصال: عن سعيد بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
هل الدين إلا الحب؟ إن الله تعالى يقول: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " (3).
وعن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): إن الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدون فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام وهو الامن لقوله تعالى: " وهم من فزع يومئذ آمنون " (4) ولقوله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فمن أحب الله أحبه الله ومن أحبه الله كان من الآمنين (5).
وفي تفسير العياشي: عن زياد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي

(١) الكافي: ٨ ص ٢٦ خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
(٢) الكافي: ج ٨ ص ١٢٨ ح ٩٨.
(٣) الخصال: ص ٢١ باب الواحد (الدين هو الحب) ح ٧٤.
(٤) النمل: ٨٩.
(٥) الخصال: ص 188 باب الثلاثة (الناس يعبدون الله عز وجل على ثلاثة أوجه) ح 259.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست