تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٢
من " فئتين " أي متفرقين فيهم، أو من الضمير أي فما لكم تفترقون فيهم، ومعنى الافتراق مستفاد فئتين.
والله أركسهم بما كسبوا: ردهم إلى حكم الكفرة، أو نكسهم بأن صيرهم للنار، وأصل الركس زد الشئ مقلوبا.
أتريدون أن تهدوا من أضل الله: أن تجعلوه من المهتدين.
ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا: إلى الهدى.
ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا: إلى الهدى.
ودوا لو تكفرون كما كفروا: تمنوا أن تكفروا ككفرهم.
فتكونون سواء: في الضلال. وهو عطف على تكفرون، ولو نصب على جواب التمني لجاز.
في روضة الكافي: بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وإن لشياطين الانس حيلة ومكرا، وخدائع ووسوسة بعضهم إلى بعض يريدون إن استطاعوا أن يردوا أهل الحق عما أكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من أهله، إرادة أن يستوي أعداء الله وأهل الحق في الشك والانكار والتكذيب، فيكونون كما وصف الله تعالى في كتابه من قوله: " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء " (1).
فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله: فلا توالوهم حتى يؤمنوا ويحققوا إيمانهم بهجرة هي لله ولرسوله، لا لأغراض الدنيا.
" وسبيل الله " ما أمر بسلوكه.
فإن تولوا: عن الايمان المصاحب للهجرة المستقيمة.
وقيل: أو عن إظهار الايمان.
فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم: كسائر الكفرة.
ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا: أي جانبوهم رأسا، ولا تقبلوا منهم ولاية ولا نصرة.

(١) الكافي: ج ٨ ص ٤٠٥ (الحاق) رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة، س 22.
(٥٦٢)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»
الفهرست