تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٠
ممن يشاء أهل البيت (1).
وقال: حدثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا، عن سليمان الديلمي قال:
كنت عند أبي عبد الله. (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا أبا محمد ما هذا النفس العالية؟
قال: جعلت فداك يا بن رسول الله كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي ولست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي، فقال أبو عبد الله: يا أبا محمد وإنك لتقول هذا؟
قال: وكيف لا أقول هذا فذكر كلاما ثم قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه المبين " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " فرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الآية النبيين ونحن في هذا الموضع الصديقين والشهداء، وأنتم الصالحون فسموا بالصلاح كما سماكم يا أبا محمد (2).
يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم: فتيقظوا واستعدوا للأعداء. الحذر والحذر كالأثر والأثر، وقيل: ما يحذر به كالحزم والسلاح، ويؤيده ما رواه في مجمع البيان، عن أبي جعفر (عليه السلام): أن معناه خذوا أسلحتكم (3).
فانفروا: فاخرجوا إلى الجهاد.
ثبات: جماعات متفرقة، جمع ثبة، من ثبت على فلان تثبته، إذا ذكرت متفرق محاسنه، ويجمع أيضا على ثبين جبرا لما حذف من عجزه.
أو انفروا جميعا: مجتمعين كوكبة واحدة.
وروي في مجمع البيان، عن أبي جعفر (عليه السلام): أن المراد بالثبات السرايا، وبالجميع العسكر (4).

(١) تفسير فرات الكوفي: ص ٣٥ وفيه الحسين بدل الحسن.
(٢) تفسير فرات الكوفي ص ٣٦ وفيه القسم بدل القاسم.
(3) مجمع البيان: ج 3 ص 73 عند تفسيره لآية 71 من سورة النساء، قال: أن معناه خذوا أسلحتكم، سمى الأسلحة حذرا، لأنها الآلة بها يتقي الحذر وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام) وغيره.
(4) مجمع البيان: ج 3 ص 73 في تفسيره لآية 71 من سورة النساء.
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»
الفهرست