تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٥
النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح ونقدسه حسين لا تقديس فلما أراد الله تعالى أن ينشئ الصنعة شق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري ونوري من نور الله، ونوري أفضل من العرش، ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي ونور علي من نور الله وعلي أفضل من الملائكة، ثم فتق نور ابنتي فاطمة فخلق منه السماوات والأرض فالسماوات والأرض من نور ابنتي فاطمة ونور ابنتي فاطمة من نور الله (عز وجل) وابنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض، ثم فتق نور ولدي الحسن وخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر، ثم فتق نور ولدي الحسين ثم خلق منه الجنة والحور العين فالجنة والحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله والحسين أفضل من الجنة والحور العين، ثم أمر الله الظلمات أن تمر على الحساب المنظر، فأظلمت السماوات على الملائكة فضجت الملائكة بالتسبيح والتقديس وقالت: إلهنا وسيدنا منذ خلقتنا وعرفتنا هذه الأشباح لم نر بؤسا، فبحق هذه الأشباح إلا ما كشفت عنا هذه الظلمة، فأخرج الله من نور ابنتي فاطمة قناديل فعلقها في بطنان العرش، فأزهرت السماوات والأرض، ثم أشرقت بنورها، فلأجل ذلك سميت الزهراء، فقالت الملائكة، إلهنا وسيدنا لمن هذا النور الزاهر الذي قد أشرقت به السماوات والأرض؟ فأوحى الله إليها هذا نور اخترعته من نور جلالي لامتي فاطمة بنت حبيبي وزوجة وليي وأخي نبيي وأبي حججي على عبادي، أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثواب تسبيحكم وتقديسكم لهذه المرأة المرأة وشيعتها ومحبيها إلى يوم القيامة، قال: فلما سمع العباس من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك، وثب قائما وقبل بين عيني علي (عليه السلام)، وقال: والله يا علي أنت الحجة البالغة لمن آمن بالله واليوم الآخر (1).

(١) مصباح الأنوار مخطوط في المكتبة العامة لآية.. المرعشي دام ظله. ورواه في البرهان في تفسير القرآن: ج 1 ص 392 ح 5 في تفسيره لآية 69 من سورة النساء.
(٥٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 522 523 524 525 526 527 528 529 530 ... » »»
الفهرست