والشهداء: المقتولين في سبيل الله.
والصالحين: الذين صلحت حالهم، واستقامت طريقتهم.
وكلمة " من " مع ما يتبعها، بيان ل " الذين " أو حال منه أو من ضميره.
وحسن أولئك رفيقا: فيه معنى التعجب.
و " رفيقا " نصب على التميز، أو الحال. ولم يجمع، لأنه يقال للواحد والجمع، كالصديق. أو لأنه أريد به، وحسن كل واحد منهم رفيقا.
وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن علي بن الحزور الغنوي، عن الأصبغ بن نباتة الحنظلي قال: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم افتتح البصرة وركب بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال: أيها الناس ألا أخبركم بخير الخلق يوم يجمعهم الله؟ فقام إليه أبو أيوب الأنصاري فقال: بلى يا أمير المؤمنين حدثنا، فإنك كنت تشهد ونغيب، فقال: إن خير خلق الله يوم يجمعهم الله سبعة من ولد عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر ولا يجحد بهم إلا جاحد، فقام عمار بن ياسر (رحمه الله) فقال: يا أمير المؤمنين، سمهم لنا فلنعرفنهم فقال: إن خير الخلق يوم يجمعهم الله، الرسل، وإن أفضل الرسل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإن أفضل كل أمة بعد نبيها، وصي نبيها حتى يدركه نبي، الا وأن أفضل الأوصياء وصى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، الا وأن أفضل الخلق بعد الأوصياء الشهداء، الا وأن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب، وجعفر بن أبي طالب، له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة لم ينحل أحد من هذه الأمة جناحان غيره، شئ كرم الله به محمد (صلى الله عليه وآله) وشرفه، والسبطان الحسن والحسين (عليهما السلام)، والمهدي يجعله الله من شاء منا أهل البيت، ثم قرأ هذه الآية: " ومن يطع الله - إلى - وحسن أولئك رفيقا " (1) (2).