تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٢٤
عن محمد بن أبي ليلى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الصديقون ثلاثة، علي بن أبي طالب، وحبيب النجار، ومؤمن آل فرعون (1).
وفي عيون الأخبار: عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
وفي شرح الآيات الباهرة وذكر الشيخ أبو جعفر الطوسي (رحمه الله) في كتاب مصباح الأنوار قال: حدث النبي (صلى الله عليه وآله) لعمه العباس، بمشهد كم من القرابة والصحابة، روى النبي (صلى الله عليه وآله) لعمه الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض الأيام صلاة الفجر ثم أقبل علينا بوجهه الكريم، فقلت:
يا رسول الله أرأيت أن تفسر لنا قوله تعالى: " فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما النبيون فأنا، وأما الصديقون فأخي علي، وأما الشهداء فعمي حمزة، وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين، قال: وكان العباس حاضرا فوثب وجلس بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: ألسنا أنا وأنت وعلي وفاطمة والحسن والحسين من نبعة واحدة؟ قال: وما ذاك يا عم؟
قال: لأنك تعرف بعلي وفاطمة والحسن والحسين دوننا؟! قال: فتبسم النبي (صلى الله عليه وآله) وقال: وأما قولك: ألسنا من نبعة واحدة، فصدقت، ولكن يا عم إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبنية ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولا جنة ولا نار، فقال العباس: فكيف كان بدء خلقكم يا رسول الله؟ فقال: يا عم لما أراد الله أن يخلقنا تكلم كلمة خلق منها نورا، ثم تكلم كلمة أخرى فخلق منها روحا، ثم مزج

(١) الخصال: ص 184، باب الثلاثة، الصديقون ثلاثة، ح 254.
(2) عيون الأخبار: ج 2 ص 13 قطعة من ح 30.
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»
الفهرست