تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥١٧
[ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا (66)] حديث طويل، وفيه: وليس كل من أقر أيضا من أهل القبلة بالشهادتين كان مؤمنا، إن المنافقين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويدفعون عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما عهد به من دين الله وعزائمه وبراهين نبوته إلى وصيه، ويضمرون من الكراهية لذلك والنقص لما أبرمه منه عند إمكان الامر لهم فيما قد بينه الله تعالى لنبيه بقوله: " فلا وربك - وتلا إلى قوله - ويسلموا تسليما " (1).
ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم: قيل تعرضوا بها للقتل بالجهاد، أو اقتلوها كما قتل بنو إسرائيل.
و " أن " مصدرية، أو مفسرة، لان كتبناه في معنى أمرنا.
أو اخرجوا من دياركم: خروجهم.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب " أن اقتلوا " بكسر النون على التحريك، واو اخرجوا بضم الواو للاتباع والتشبيه بواو الجمع في نحو " ولا تنسوا الفضل " (2) وقرأ عاصم وحمزة بكسر هما على الأصل، والباقون بضمهما، وإجراء لهما مجرى الهمزة المتصلة بالفعل (3) ما فعلوه إلا قليل منهم: توبيخ لهم. والضمير للمكتوب المدلول عليه بقوله

(١) الاحتجاج: ج ١ ص ٢٤٨، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة.. س ٢٠.
(٣) اقتباس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢٢٧ - 228، لاحظ تفسيره لاية 66 من سورة النساء.
(٥١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 512 513 514 515 516 517 518 519 520 522 523 ... » »»
الفهرست