تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥١٢
وإنما عدا، عن الخطاب، تفخيما لشأنه، وتنبيها على أن حق الرسول أن يقبل اعتذار التائب، وإن عظم جرمه ويشفع، ومن منصبه أن يشفع في كبار الذنوب.
لو جدوا الله توابا رحيما: لعلموه قابلا لتوبتهم، متفضلا عليهم بالرجمة.
وإن كان (وجد) بمعنى (صادف) كان " توابا " حالا، و " رحيما " بدلا منه، أو حالا آخر، أو من الضمير فيه.
وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: إسماعيل بن يزيد بإسناده، عن محمد بن علي (عليهما السلام) أنه قال: أذنب رجل ذنبا في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتغيب حتى وجد الحسن والحسين (عليهما السلام) في طريق خال، فاخذهما واحتملهما على عاتقه وأتى بهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال:
يا رسول الله إني مستجير بالله وبهما، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى رد يده إلى فيه، ثم قال للرجل: اذهب فأنت طليق، وقال للحسن والحسين:
قد شفعتكما فيه، اي فتيان فأنزل الله تعالى: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " (1).
وفي الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها، أو حين تدخلها ثم تأتي قبر النبي (صلى الله عليه وآله)، إلى أن قال (عليه السلام):
اللهم إنك قلت: " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " وإني أتيت نبيك مستغفرا تائبا عن ذنوبي، وإني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ليغفر ذنوبي (2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: وقوله " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك (يا علي)

(١) مناقب ابن شهرآشوب: ج ٣ ص ٤٠٠ فصل في مكارم أخلاقهما س ٢.
(٢) الكافي: ج ٤ ص ٥٥١ كتاب الحج باب دخول المدينة وزيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والدعاء عند قبره، قطعة من ح 1.
(٥١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 ... » »»
الفهرست