تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٦
قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (1).
ومما ورد من أن ولاة الامر بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم):
وما نقله الشيخ أبو علي الطبرسي (قدس الله روحه) في كتابه أعلام الورى بأعلام الهدى، قال: حدثنا غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن همام، عن جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمرو، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال:
سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: لما نزلت: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله، لمن أولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيتي حجة الله في أرضه وبقيته على عباده ابن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله (عز وجل ذكره)، على يديه مشارق الأرض ومغاربها، وذلك الذين يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟
فقال (صلى الله عليه وآله): إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيؤون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها الحساب، يا جابر هذا من مكنوس سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله (2).

(1) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: ص 140.
(2) إعلام الورى بأعلام الهدى: الطبعة الثالثة ص 397، في ذكر بعض الأخبار التي جاءت من طريق الشيعة الإمامية في النص على إمامة الاثني عشر من آل محمد (عليهم السلام)، وليس في المطبوع جملة (ذلك الذي يفتح الله عز وجل ذكره، على يديه مشارق الأرض ومغاربها).
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست