تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٤٠
وقيل: المراد الأزواج على أن العقد عقد النكاح (1).
وفي أصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قوله (عز وجل): " ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم " (2) قال: إنما عنى بذلك الأئمة (عليهم السلام)، بهم عقد الله (عز وجل) أيمانكم (3).
وتوجيه هذا التأويل أن قوله (عز وجل): " ولكل جعلنا موالي " ولكل أمة من الأمم جعلنا موالي أولياء أنبياء وأوصياء، لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
(ألست أولى بكم من أنفسكم)؟ قالوا: بلى، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه) وقوله: " مما ترك الوالدان " من العلوم والشريعة. والوالدان، هم النبي والوصي (صلى الله عليهما) لقوله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة)، وقوله: " والأقربون " أي إليهما في النسب والعلوم والعصمة، وقوله: " والذين عقدت أيمانكم " وهن الأئمة، أي والذين عقدت ولايتهم أيمانكم، وهو إيمان الدين، لا إيمان جمع يمين، ليصح التأويل، وقوله: " وآتوهم نصيبهم " المفروض لهم من الولاية والطاعة.

(١) قاله البيضاوي: ج ١ ص ٢١٧ في تفسيره لآية ٣٣ من سورة النساء، قال في بيان معنى الآية (أو الأزواج على أن العقد عقد النكاح).
(٢) قوله: " ولكل جعلنا موالي " يعني ولكل ميت جعلنا موالي، أي وراثا يرثونه مما تركه، فقوله: (من) صلة للموالي باعتبار أنهم الوارثون وفاعل (ترك) ضمير يعود إلى (كل)، وقوله: " الوالدان والأقربون " وما عطف عليهما وهو قوله: " والذين عقدت ايمانكم " استئناف مفسر للموالي والأقربون، يتناول الأولاد، كما أن الوالدين يتناول الأجداد والجدات أيضا، وقوله: (إنما عنى بذلك) أي بقوله: " والذين عقد ايمانكم " الأئمة (عليهم السلام)، بهم عقد الله تعالى أيمانكم، يعني بيعتكم وعهدكم في الميثاق، وصريح في أن الامام وارث لمن مات من هذه الأمة، إلا أنه وارث من لا وارث له. هذا الذي ذكره (عليه السلام) أولى مما قيل، من أن المراد بذلك ضامن الجريرة، أو الأزواج على أن المراد بالعقد عقد النكاح، لأنه أعلم بالكتاب وها هو المراد منه، والحديث صحيح (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٥ ص ٣٣٥).
(٣) الكافي: ج ١ ص ٢١٦ كتاب الحجة، باب أن القرآن يهدى للامام، ح 1.
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»
الفهرست