تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٨
[ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالد والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا (33)] ولكل جعلنا موالي مما ترك الولدان والأقربون: أي لكل تركة جعلنا وارثا يلونها ويحرزونها.
و " مما ترك " بيان " لكل " مع الفصل بالعامل. أو لكل ميت جعلنا وارثا مما ترك، على أن " من " صلة " موالي " لأنه في معنى الوارث، وفي " ترك " ضمير " كل " و " الوالدان "، " والأقربون " مفسر لل‍ " موالي " وفيه خروج الأولاد، فإن الأقربون لا يتناولهم، كما لا يتناول الوالدين. أو لكل قوم جعلناهم موالي حظ مما ترك الوالدان والأقربون، على أن " جعلنا موالي " صفة " كل " والراجع إليه محذوف، وعلى هذا فالجملة من مبتدأ وخبر (1).
وفي الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال:
أخبرني ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون " قال: إنه عنى بذلك اولي الأرحام في المواريث، ولم يعن أولياء النعمة، فأولاهم بالميت أقربهم إليه من الرحم التي تجره إليها (2).
والذين عقدت أيمانكم: موالي الموالاة.
قيل: كان الرجل يعاقد الرجل، فيقول: دمي دمك وهدمي هدمك وحربي

(١) من قوله: (ومما ترك بيان) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج ١ ص ٢١٧، لاحظ تفسيره لآية ٣٣ من سورة النساء.
(٢) الكافي: ج ٧ ص ٧٦ كتاب المواريث، باب بلا عنوان، ح 2.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»
الفهرست