يسأل الله (عز وجل) من فضله، ولو شسع نعل (1).
وفي تفسير العياشي: عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لما نزلت هذه الآية: " واسألوا الله من فضله " قال أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما هذا الفضل؟ أبكم يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك؟ قال: فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام): أنا أسأله عنه، فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله خلق خلقه وقسم لهم أرزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام، فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام وحوسب به (2).
عن أبي الهذيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله قسم الأرزاق بين عباده، وأفضل فضلا كيرا لم يقسمه بين أحد، قال الله: " واسألوا الله من فضله " (3).
عن الحسين بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك أنهم يقولون: إن النوم بعد الفجر مكروه، لان الأرزاق تقسم في ذلك الوقت، فقال: الأرزاق مضمونة مقسومة، والله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله: " واسألوا الله من فضله " ثم قال: وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض (4).
إن الله كان بكل شئ عليما: فهو يعلم ما يستحقه كل إنسان، فيفضل.
أو هو يعلم ما يسأله أحد من فضله، فيفضل.
ونقل في سبب نزول هذه الآية: إن أم سلمة قالت: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يغزوا الرجال ولا نغزوا، وإنما لنا نصف الميراث، ليتنا كنا رجالا، فنزلت (5).