تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٥
وسلم): إن عليا مني وأنا منه، فقال جبرئيل (عليه السلام): وأنا منكما (1)، ثم انهزم الناس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم (2)، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل (3) فإنهم يريدون مكة، وإن رأيتهم قدر كبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة.
فأتاهم علي (عليه السلام) فكانوا على القلاص، فقال أبو سفيان لعلي (عليه السلام): ما تريد؟ هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة، فانصرف إلى صاحبك.
فاتبعهم جبرئيل (عليه السلام)، فكلما سمعوا وقع حافر فرسه، جدوا في السير، وكان يتلوهم، فإذا ارتحلوا قالوا: هو ذا عسكر محمد (صلى الله عليه وآله) قد أقبل.
فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر، فجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة، فقالوا: رأينا عسكر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كلما رحل أبو سفيان نزلوا، يقدمهم فارس على فرس أشقر (4) يطلب آثارهم، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان

(1) روضة الكافي للعلامة المازندراني: ج 12 ص 427).
(1) (وأنا منكما): قال في الفائق: يقال: هو مني، أي هو بعضي. والغرض الدلالة على شدة الاتصال وتمازج الأهواء واتحاد المذاهب، ومثله قوله تعالى: " فمن تبعني فإنه مني " وقال الصدوق في العلل:
قول جبرئيل: (وأنا منكما) تمنى منه لان يكون منهما، فلو كان أفضل منهم لم يقل ذلك ولم يتمن أن ينحط عن درجته إلى أن يكون ممن دونه، وإنما قال: وأنا منكما ليصير من هو أفضل منه، فيزداد محلا إلى محله وفضلا إلى فضله نفس المصدر السابق.
(2) (حتى تعارضهم) أي حتى تأتيهم، من عارضه إذا أتاه معرضا من بعض الطريق، أو حتى تظهر لهم ويظهروا لك، من أعرض الشئ يعرض، إذا ظهر له، أو حتى تقابلهم من عارض إذا قاتله. نفس المصدر السابق.
(3) (فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل) في القاموس: القلوص من الإبل الشابة، أو الباقية على السير، أو أول ما يركب من إناثها إلى أن تثنى ثم هي ناقة، والناقة الطويلة القوائم، خاص بالإناث، والجمع قلاص وقلص وجمع الجمع قلاص. والجنيبة فرس تقاد إلى جنب الراكب أو قدامه، ليتحول إليها ويركبها إذا فتر مركوبه، يقال: جنبه جنبا محركة، ومجنبا، قاده إلى جنبه، فهو جنيب ومجنوب.
نفس المصدر السابق.
(4) (يقدمهم فارس على فرس أشقر) الأشقر من الدواب، الأحمر في مغرة حمرة تحمر منه العرف والذنب، والمغر محركة والمغرة بالضم لون ليس بناصع الحمرة، أو شقرة بكدرة نفس المصدر السابق.
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست