تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٧
[ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين (139) إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام ندا ولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين (140)] مع كونه بيانا للمكذبين، فهو زيادة بصيرة وموعظة للمتقين، أو إلى ما لخص من أمر المتقين والتائبين.
وقوله: " قد خلت " للبعث على الايمان والتوبة (1).
ولا تهنوا: ولا تضعفوا عن الجهاد بما أصابكم يوم أحد.
ولا تحزنوا: على من قتل منكم، تسلية لهم عما أصابهم.
وأنتم الأعلون: والحال أنكم أعلى شأنا، فإنكم على الحق وإنهم على الباطل، وقتالكم لله وقتالهم للشيطان، وقتلا كم في الجنة وقتلاهم في النار. أو لأنكم أصبتم منهم يوم بدر أكثر مما أصابوا منكم اليوم أو أنتم الأعلون في العاقبة، فيكون بشارة لهم لا نصر والغلبة (2).
إن كنتم مؤمنين: متعلق بالنهي، أي لا تهنوا إن صح إيمانكم، فإنه يقتضي قوة القلب بالوثوق على الله، أو بالأعلون.
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله: قيل: يعني إن أصابوا منكم يوم أحد، فقد أصبتم منهم يوم بدر مثله، ثم إنهم لم يضعفوا ولم يجبنوا، فأنتم أولى بأن لا تضعفوا، فإنكم ترجون من الله ما لا يرجون.
وقيل: كلا المسين كان يوم أحد، فإن المسلمين نالوا منهم قبل أن يخالفوا أمر

(1) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 183 في تفسيره لقوله تعالى: " هذا بيان للناس " إلى قوله " وتلك الأيام ".
(2) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 183 في تفسيره لقوله تعالى: " هذا بيان للناس " إلى قوله " وتلك الأيام ".
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست