تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٨٧
رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس في جماعة من أصحابه [إذ] (1) ورد عليه اعرابي فبرك بين يديه فقال: يا رسول الله إني سمعت الله يقول في كتابه:
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمرنا الله بالاعتصام به ما هو؟ قال: فضرب النبي يده على كتف علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال:
ولاية لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله واعتصم بحبل الله، قال وشد أصابعه (2).
وقال: حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعنا عن جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال: نحن حبل الله الذي قال: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وولاية علي التي من استمسك به كان مؤمنا ومن تركها خرج من الآيات (3).
واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء: في الجاهلية متقابلين.
فألف بين قلوبكم: بالاسلام.
فأصبحتم بنعمته إخوانا: متحابين مجتمعين على الاخوة في الله.
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى عبد الرحمن بن سليمان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن الحارث بن نوفل قال: قال علي (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أمنا الهداة أم غيرنا؟ قال: بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله (عز وجل) من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك، وبنا يختم الله، وبنا يفتح (4).
وقيل: كان الأوس والخزرج أخوين لأبوين، فوقعت بين أولادهم العداوة،

(١) ما بين المعقوفتين ليس في نسخة - أ - وأثبتناه من المصدر لاقتضاء سياق الكلام.
(٢) تفسير فرات الكوفي: ص ١٥.
(٣) تفسير فرات الكوفي: ص ١٥.
(٤) كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 230 باب اتصال الوصية من لدن آدم. ح 31.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست