ذلك: أي عدم إيمانهم المشار إليه بقوله: " وأكثرهم الفاسقون " العلة لضرب الذلة والمسكنة عليهم.
وقيل: إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب.
بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله: أي اعتياد سابقهم صار سببا لذلك الآن.
ويقتلون الأنبياء بغير حق: والتقييد به مع أنه لا يكون إلا كذلك، للدلالة على أنه لم يكن حقا بحسب اعتقادهم أيضا، أو للدلالة على أن القتل إنما يكون قبيحا إذا كان بغير حق، ولو كان بالحق وعلى الحق فليس بقبيح، ولو فرض قتل النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه الصفة، لإزالة ما يختلج في صدورهم من قتل النبي (صلى الله عليه وآله) الناس على اتباع الحق.
ذلك: أي الكفر والقتل.
بما عصوا وكانوا يعتدون: بسبب عصيانهم واعتدائهم حدود الله، فإن الاصرار على الصغائر يفضي إلى الكبائر، والاستمرار عليها يؤدي إلى الكفر.
وقيل: إن معناه: أن ضرب الذلة في الدنيا واستيجاب العذاب في الآخرة، كما هو مسبب بكفرهم وقتلهم، فهو مسبب عن عصيانهم واعتدائهم من حيث أنهم مخاطبون بالفروع أيضا (1).
وفي أصول الكافي: يونس، عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتلا هذه الآية: " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله " الآية، قال: والله ما قتلوهم بأيديهم، ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار اعتداء ومعصية (2) (3).