تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٣
ذلك: أي عدم إيمانهم المشار إليه بقوله: " وأكثرهم الفاسقون " العلة لضرب الذلة والمسكنة عليهم.
وقيل: إشارة إلى ما ذكر من ضرب الذلة والمسكنة والبوء بالغضب.
بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله: أي اعتياد سابقهم صار سببا لذلك الآن.
ويقتلون الأنبياء بغير حق: والتقييد به مع أنه لا يكون إلا كذلك، للدلالة على أنه لم يكن حقا بحسب اعتقادهم أيضا، أو للدلالة على أن القتل إنما يكون قبيحا إذا كان بغير حق، ولو كان بالحق وعلى الحق فليس بقبيح، ولو فرض قتل النبي (صلى الله عليه وآله) بهذه الصفة، لإزالة ما يختلج في صدورهم من قتل النبي (صلى الله عليه وآله) الناس على اتباع الحق.
ذلك: أي الكفر والقتل.
بما عصوا وكانوا يعتدون: بسبب عصيانهم واعتدائهم حدود الله، فإن الاصرار على الصغائر يفضي إلى الكبائر، والاستمرار عليها يؤدي إلى الكفر.
وقيل: إن معناه: أن ضرب الذلة في الدنيا واستيجاب العذاب في الآخرة، كما هو مسبب بكفرهم وقتلهم، فهو مسبب عن عصيانهم واعتدائهم من حيث أنهم مخاطبون بالفروع أيضا (1).
وفي أصول الكافي: يونس، عن ابن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتلا هذه الآية: " ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله " الآية، قال: والله ما قتلوهم بأيديهم، ولا ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار اعتداء ومعصية (2) (3).

(١) أنوار التنزيل واسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج ١ ص ١٧٧ نقله في تفسيره لقوله تعالى: " ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ".
(٢) قوله: ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها إلخ أي فصارت الإذاعة من حيث أنه سبب القتل، قتلا، ومن حيث أنه ظلم على المقتول وإعانة للقاتل، اعتداء، ومن حيث أنه لا يجوز عند احتمال الضرر، معصية، فالمذيع متصف بهذه الثلاثة (شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ١٠ ص ٢٧).
(٣) الكافي: ج ٢ ص ٣٧١ باب الإذاعة، ح 6.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست