وفي مجمع البيان: روى أبو سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: أيها الناس إني تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا من بعدي، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله " واعتصموا بحبل الله جميعا " قال: التوحيد والولاية (2).
أولا تفرقوا: أي لا تتفرقوا عن الحق بوقوع الاختلاف بينكم كأهل الكتاب، أولا تتفرقوا تفرقكم الجاهلي يحارب بعضكم بعضا، أولا تذكروا ما يوجب التفرق ويزيل الألفة.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: وفي رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: " ولا تفرقوا " قال: إن الله (تبارك وتعالى) علم أنهم سيتفرقون بعد نبيهم ويختلفون، فنهاهم عن التفرق كما نهى من قبلهم، فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ولا يتفرقوا (3).
وفي شرح الآيات الباهرة: وروى الشيخ المفيد (رحمه الله) في تأويل هذه الآية، وهو من محاسن التأويل، عن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده قال: قال علي بن الحسين (صلوات الله عليهما): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا في المسجد وأصحابه حوله، فقال لهم: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، قال: فطلع علينا رجل شيبه برجال مصر، فتقدم وسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس وقال: يا رسول الله إني سمعت الله يقول:
" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فما هذا الحبل الذي أمر الله بالاعتصام به ولا نتفرق عنه؟ قال: فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وأشار إلى علي بن أبي طالب (عليه