[كيف يهدى الله قوما كفروا بعدا إيمنهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدى القوم الظالمين (86)] وفي نهج البلاغة: أرسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلافية أظهر به الشرائع المجهولة وقمع به البدع المدخولة، وبين الاحكام المفصولة فمن يبتغ غير الاسلام دينا متحقق شقوته وتنفصل عروته، وتعظم كبوته، ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل (1).
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين: الواقعين في الخسران.
والمعنى: أن المعرض عن الاسلام والطالب لغيره، فاقد للنفع واقع للخسران بإبطال الفطرة السليمة التي فطر الناس عليها.
قال البيضاوي: واستدل به على أن الايمان هو الاسلام، إذ لو كان غيره لم يقبل.
والجواب: أنه ينفي قبول كل دين يغايره، لا قبول كل ما يغيره، ولعل الدين أيضا للأعمال (2).
وفيه: أن من قال: بأن الايمان غير الاسلام، يقول بأنه دين غيره، والاستدلال إنما هو عليه والمقصود أن الاسلام والايمان واحد، يسمى إسلاما وإن كان قبل رسوخه ودخوله في القلب، ولا يسمى إيمانا إلا بعد دخوله ورسوخه فيه، والآية تدل على اتحاد هما والفرق يعلم من موضع آخر.
كيف يهدى الله قوما كفروا بعد إيمنهم وشهدوا أن الرسول حق