تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٢٥
[يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم (74)] دينكم، أولا تظهر وا إيمانكم وجه النهار إلا لمن كان على دينكم، فإن رجوعهم أرجى.
قل إن الهدى هدى الله: يهدي من يشاء إلى الايمان ويثبته.
أن يؤتى أحد مثل ما أو تيتم: تعليل لمحذوف، أي دبرتم وقلتم ذلك لأجل أن يؤتى، أي الحسد حملكم على ذلك، أولا تؤمنوا على المعنى الثاني، أي لا تظهروا إيمانكم للمسلمين، لئلا يزيد ثباتهم، أو للمشركين فيدعوهم إلى الاسلام. وعلى هذا قوله " إن الهدى " الخ اعتراض، يدل على أن كيدهم لا يجدي.
ويحتمل أن يكون خبر إن، و " هدى الله " بدلا من (الهدى).
وقرأ ابن كثير: " أن يؤتي " على الاستفهام، للتقريع.
وقرئ على أن النافية، فيكون من كلام الطائفة.
أو يحاجوكم عند ربكم: عطف على " يؤتى " على الوجهين الأولين، وعلى الثالث معناه حتى يحاجوكم، يعني: أن هدى الله أن يؤتي أحد مثل ما أوتيتم حتى يقدر على محاجتكم، والواو ضمير الاحد، لأنه في معنى الجمع (1).
قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء: لا ينفع في جلبه أمثال هذه التدابير.
والله وسع: الفضل.
عليم: بمن يصلح له الفضل.
يختص برحمته من يشاء: من غير استيجاب سابق منه.
والله ذو الفضل العظيم: وفضله عظيم، أعظم مما حصل لكم من الحطام

(1) قال في الكشاف: ج 1 ص 373 عند تفسير الآية ما لفظه (والضمير في يحاجوكم، لاحد، لأنه في معنى الجمع) وقال في الهامش: أي حيث كان نكرة في سياق النفي، كما وصفه بالجمع في قوله " فما منكم من أحد عنه حاجزين ".
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست