لعله قالت: ما أوتر حتى يؤذنون وما يؤذنون حتى يطلع الفجر، قالت: وكان لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) مؤذنان بلال وعمرو بن أم مكتوم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا فإنه رجل ضرير البصر، وإذا أذن بلال فارفعوا أيديكم فإن بلالا لا يؤذن - كذا قال - حتى يصبح ".
أخرجه أحمد (6 / 185 - 86 1) من طريق يونس بن أبي إسحاق عنه.
وهذا إسناد صحيح علي شرط مسلم. ومتنه كما نرى على خلاف ما في الطريق الأولى، ففيه أن عمرا ينادي أولا، وهكذا رواه. ابن خزيمة من طريقين عنها كما في " الفتح " (2 / 85)، ثم رجح أنه ليس مقلوبا كما ادعى جماعة من الأئمة، بل كان ذلك في حالتين مختلفتين، كان بلال في الأولى يؤذن عند طلوع الفجر أول ما شرع الأذان، ثم استقر الأمر على أن يؤذن بدله ابن أم مكتوم، يؤذن هو قبله.
وأورد على ذلك من الأدلة ما فبه مقنع فليراجعه من شاء.
والحديث رواه أبو يعلى مختصرا بلفظ: " كلوا واشربوا حتى يؤذن بلال ". قال الهيثمي (3 / 154): " ورجاله ثقات ". ويشهد له الحديث الآتي:
وأما حديث أنيسة، فيرويه عنها خبيب بن عبد الرحمن وهي عمته، يرويه عنه ثقتان:
الأول: منصور بن زاذان بلفظ حديث عائشة من الطريق الثاني:
" إن ابن أم مكتوم يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا نداء بلال ".
رواه النسائي (1 / 105) والطحاوي (1 / 83) وأحمد (6 / 433) من طريق هشيم ثنا منصور به. وزاد:
" قالت: " وإن كانت المرأة ليبقى عليها من سحورها فتقول لبلال: أمهل حتى أفرغ من سحوري. قلت: وهذا سند صحيح على شرطهما.
الثاني شعبة وقد شك في لفظه فقال فيه:
" إن ابن أم مكتوم ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال، أو أن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم، وكان يصعد هذا وينزل