صحيح. أما رواية أم حبيبة فأخرجها ابن ماجة (رقم 481) والطحاوي (1 / 45) والبيهقي (1 / 130) من طريق مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عنها به. ومن هذا الوجه رواه أبو يعلى أيضا كما في " الزوائد " للبوصيري وقال: (36 / 2):
" هذا إسناد فيه مقال، مكحول الدمشقي مدلس، وقد رواه بالعنعنة فوجب ترك حديثة لا سيما وقد قال البخاري وأبو زرعة وهشام بن عمار وأبو مسهر وغيرهم أنه لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان، فالإسناد منقطع ".
قلت: وحكى الحاكم في " التلخيص " (ص 45) تصحيحه عن أبي زرعة والحاكم واعلاله بالانقطاع عن البخاري وابن معين وأبي حاتم والنسائي ثم قال: " وخاطبهم رحيم وهو اعرف بحديث الشاميين فأثبت سماع مكحول من عنبسة، وقال الخلال في " العلل ": صحح أحمد حديث أم حبيبة، قال ابن السكن، لا أعلم به علة ".
قلت: والحديث صحيح على كل حال لأنه إن لم يصح بهذا السند فهو شاهد جيد لما ورد في الباب من الأحاديث وسنذكر بعضها، وتقدم قبله حديث بسرة.
وأما حديث أبي أيوب فلم أقف على اسناده، وقد خرج الحافظ في " التلخيص " هذا الحديث عن جماعة من الصحابة وليس فيهم أبو أيوب وهم:
" بسرة بنت صفوان وجابر وأبو هريرة وعبد الله بن عمرو وزيد بن خالد وسعد بن أبي وقاص وأم حبيبة هذه وعائشة وأم سلمة وابن عباس وابن عمر وعلي بن طلق والنعمان بن بشير وأنس وأبي بن كعب ومعاوية بن حيدة وقبيصة وأروى بنت أنيس ". وحديث عبد الله بن عمرو، يرويه بقية عن محمد بن الوليد الزبيدي عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا: " من مس ذكره فليتوضأ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ ". أخرجه أحمد (2 / 223) ورجاله ثقات لولا عنعنة بقية، وقد صرح بالتحديث في رواية أحمد بن الفرج الحمصي عنه:
حدثني الزبيدي به بلفظ: ا أيما رجل مس فرجه... ". أخرجه الدارقطني